ألف درهم، و كان معه ثمانية بنين فاعطى كلّ ولد عشرة آلاف سوى كسوتهم و حملانهم، فلمّا رجعوا قدموا المدينة و أظهروا شتم يزيد و عيبه و قالوا قدمنا من عند رجل ليس له دين، يشرب الخمر و يضرب بالطنابير، و يعزف عنده القيان و يلعب بالكلاب و يسمر عنده الخرّاب و الفتيان!و إنّا نشهدكم أنّا خلعناه!و قام عبد اللّه بن حنظلة الغسيل، فقال: جئتكم من عند رجل لو لم أجد إلاّ بنيّ هؤلاء لجاهدته بهم، قالوا: قد بلغنا أنّه أجداك و أعطاك و أكرمك، قال: قد فعل و ما قبلت منه عطاءه إلاّ لأتقوى به، فخلعه الناس و بايعوا عبد اللّه بن حنظلة على خلع يزيد، و ولّوه عليهم.
أمّا المنذر بن الزبير فكان قد أجازه بمائة ألف و كان قوله لمّا قدم المدينة:
انّ يزيد و اللّه لقد أجازني بمائة ألف درهم و إنّه لا يمنعني ما صنع إليّ أن أخبركم خبره و أصدقكم عنه. و اللّه انّه ليشرب الخمر، و انّه ليسكر حتّى يدع الصلاة. و عابه بمثل ما عابه به أصحابه الذين كانوا معه و أشدّ [1] .
[1] تاريخ الطبري 7/3-13، و ابن الاثير 4/40-41، و ابن كثير 8/216، و العقد الفريد 4/388.