خذها فليست للعزيز بخطّة # و فيها مقال لامرئ متضعّف
ثم مضى من عنده حتّى قدم على ابن الزبير، فأتى ابن الزبير فأخبره بممرّ البريد على مروان و تمثّل مروان بهذا البيت فقال ابن الزبير: لا و اللّه! لا أكون أنا ذلك المتضعّف، و ردّ ذلك البريد ردّا رفيقا. و علا أمر ابن الزبير بمكة و كاتبه أهل المدينة، و قال الناس: أما إذ هلك الحسين (ع) فليس أحد ينازع ابن الزبير [1] .
رسل يزيد مع ابن الزبير:
روى خبر رسل يزيد مع ابن الزبير ابن أعثم و الدينوري و غيرهما و اللفظ لابن أعثم قال: و تحرّك عبد اللّه بن الزبير و دعا الناس إلى نفسه [2] .
قال و لمّا بلغ يزيد بن معاوية ما فيه عبد اللّه بن الزبير من بيعة الناس له و اجتماعهم عليه؛ دعا بعشرة نفر من وجوه أصحابه منهم النعمان بن بشير الانصاري، و عبد اللّه بن عضاءة الاشعري...
ثمّ قال لهم: إنّ عبد اللّه بن الزبير قد تحرّك بالحجاز و أخرج يده من طاعتي و دعا الناس إلى سبّي و سبّ أبي، و قد اجتمعت إليه قوم يعينونه على ذلك، صبروا إليه، فإذا دخلتم عليه فعظّموا حقّه و حقّ أبيه، و سلوه أن يلزم الطاعة و لا يفارق الجماعة؛ فإن أجاب فخذوا بيعته، و إن أبى فخوّفوه ما نزل بالحسين بن عليّ، و ليس الزبير عندي بأفضل من عليّ بن أبي طالب و لا ابنه عبد اللّه بأفضل من الحسين، و انظروا أن لا تلبثوا عنده فاني متعلّق القلب بورود خبركم عليّ، فخرج القوم إلى مكّة و دخلوا على ابن الزبير و أدوا