كأنّا أولاد ترك أو كابل، فلا تدعونّكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا، و نالت أيديكم من أموالنا، فكأنّ العذاب قد حلّ بكم، و أتت نقمات، ألا لعنة اللّه على الظالمين، تبّا لكم يا أهل الكوفة!أيّ ترات لرسول اللّه صلّى اللّه عليه قبلكم و ذحول له لديكم بما عندتم بأخيه علي بن أبي طالب جدي و بنيه و عترته و افتخر بذلك مفتخركم فقال:
نحن قتلنا عليا و بني علي # بسيوف هندية و رماح
و سبينا نساءهم سبي ترك # و نطحناهم فأي نطاح
بفيك الكثكث و الأثلب، افتخرت بقتل قوم زكّاهم اللّه في كتابه و طهرهم و أذهب عنهم الرجس فأقع كما أقعى أبوك، و انّما لكل امرئ ما اكتسب، أ حسدتمونا على ما فضّلنا اللّه تعالى به؟ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء و من لم يجعل اللّه له نورا فما له من نور. فضجّ الموضع بالبكاء و الحنين و قالوا: حسبك يا ابنة الطيّبين فقد أحرقت قلوبنا و أضرمت أجوافنا فسكتت.
خطبة أم كلثوم:
و قال: و خطبت أمّ كلثوم بنت علي (ع) و قد غلب عليها البكاء فقالت:
يا أهل الكوفة، سوءة لكم!مالكم خذلتم حسينا و قتلتموه، و انتهبتم أمواله و سبيتم نساءه و نكبتموه؟!فتبّا لكم و سحقا. ويلكم أ تدرون أيّ دواه دهتكم!و أيّ دماء سفكتموها!و أيّ كريمة أصبتموها!و أيّ أموال انتهبتموها!قتلتم خير رجالات بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله!ألا انّ حزب اللّه هم الفائزون و حزب الشيطان هم الخاسرون ثمّ قالت: