الإسلامي يوم ذاك إلى حدّ أن المسلمين واصلوا لعنه فوق جميع منابرهم في شرق الأرض و غربها، خاصّة في خطبة الجمعة كفريضة من فرائض صلاة الجمعة زهاء ألف شهر مدّة حكم آل أميّة، و إلى جانب ذلك نجح معاوية في رفع مقام الخلافة في نفوس المسلمين [1] .
و استمرّت الأمة بعده في سيرها الفكري على هذا الاتجاه إلى حدّ أنّه أمكن الولاة أن يقولوا على منابر المسلمين أ خليفة أحدكم أكرم عنده أم رسوله؟أي أنّ الخليفة الذي يعتبرونه خليفة اللّه في الأرض أكرم على اللّه من رسوله خاتم النبيين!!
نتيجة مساعي الخليفة معاوية
و كانت نتيجة تلك المساعي أنّ المسلمين و غير المسلمين منذ عهد معاوية و إلى اليوم عرفوا رسول اللّه و ابن عمّه و الخلفاء الثلاثة و شخصيات إسلاميّة أخرى من خلال ما وضع من حديث على عهد معاوية و كما أراد معاوية، و كان ما أراده خلاف الواقع الذي كانوا عليه، و بالإضافة إلى ذلك كان لمعاوية اجتهادات في تغيير الأحكام الإسلاميّة بدّل منها ما بدّل باجتهاده، سمّي بعضها بأوّليّات معاوية [2] .
استطاع معاوية بكلّ تلك الجهود أن يبدّل الإسلام و يعرّفه كما يشتهي، حتى لم يبق من الإسلام في آخر عهده إلاّ اسمه، و من القرآن إلاّ رسمه، و إنّما حافظ معاوية و من جاء بعده على اسم الإسلام لأنّهم كانوا يحكمون باسم الإسلام.
كذلك كانت حالة المسلمين عند ما توفي معاوية في سنة ستين و استولى