ثمّ برز أخوه القاسم بن الحسن و هو غلام صغير لم يبلغ الحلم فلمّا نظر إليه الحسين اعتنقه و جعلا يبكيان، ثمّ استأذن الغلام للحرب فأبى عمّه الحسين أن يأذن له، فلم يزل الغلام يقبّل يديه و رجليه و يسأله الاذن حتّى أذن له، فخرج و دموعه تسيل على خدّيه [3] عليه ثوب و ازار و نعلان فقط و كأنّه فلقة قمر و أنشأ يقول:
إنّي أنا القاسم من نسل عليّ # نحن و بيت اللّه أولى بالنبي
و روى الطبري عن حميد بن مسلم، قال: خرج إلينا غلام كأن وجهه شقّة قمر في يده السيف، عليه قميص و إزار، و نعلان قد انقطع شسع أحدهما ما أنسى انّها اليسرى، فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الازدي: و اللّه
[1] مناقب ابن شهرآشوب 2/220، و مقتل الخوارزمي 2/27، و يتفق سياق رواية الطبري معهما فيما عدا حذفه الرجزين.
[2] مناقب ابن شهرآشوب 2/220، و في مقتل الخوارزمي 2/27 نسب البيتين إلى القاسم أو عبد اللّه، و في إعلام الورى ص 213: و كان عبد اللّه بن الحسن قد زوجه الحسين ابنته سكينة فقتل قبل أن يبني بها.