يقصدون بدعاء غير اللّه أو مع اللّه أن يقول المسلم مثلا: (يا رسول اللّه) للتوسّل به إلى اللّه، أو يدعو غيره من أولياء اللّه كذلك. و أدلّتهم كلّها تدور حول قوله تعالى: فَلاََ تَدْعُوا مَعَ اَللََّهِ و نظائرها ممّا نهى اللّه عن الدّعاء مع اللّه أو غير اللّه.
ب-حكم غير اللّه
حكم غير اللّه مثله كمثل دعاء غير اللّه و قال مخالفوهم: ما أشبه الليلة بالبارحة!و ما أشبه هذا الاستدلال باستدلال الخوارج في تكفير من رضي بالتحكيم في صفّين بأمثال قوله تعالى:
و كان بداية ذلك في معركة صفّين، عند ما أمر معاوية برفع كتاب اللّه على الرماح و دعوة جيش العراق إلى قبول حكم القرآن، و انخداع أكثرية قراء جيش العراق بذلك، و إجبارهم الإمام عليّا بترك القتال و قبول دعوة معاوية بالتحكيم، ثمّ تعيين معاوية من قبله عمرو بن العاص حكما، و إجبار جيش العراق الإمام عليّا على تعيين أبي موسى الأشعري حكما من قبله. فلمّا اجتمع الحكمان و خدع عمرو بن العاص أبا موسى و قال له: نخلع عليّا و معاوية و نترك الأمر للناس ليختاروا لهم إماما. و سبق أبو موسى عمرا بالكلام و قال: أنا أخلع عليّا و معاوية عن الأمر ليختار المسلمون لهم إماما. ثمّ خطب بعده ابن العاص و قال: إنّه خلع صاحبه كما رأيتم، و أنا أنصب صاحبي للإمامة. فتنازعا و تسابّا و افترقا. بعد هذا أحسّ من قبل التحكيم من جيش العراق بخطئهم و نادوا بشعار: «لا حكم إلاّ للّه» و قالوا: إنّا كفرنا بقبولنا
[5] نكرّر قولنا: بأننا لسنا بصدد إحصاء أدلّة الطرفين في البحث، و إنّما نأتي بأمثلة منها.