لمّا قتل عثمان و رجع إلى المسلمين أمرهم و انحلوا من كل بيعة سابقة، تهافتوا على الإمام عليّ، اجتمع المهاجرون و الأنصار فيهم طلحة و الزبير فأتوا عليّا فقالوا: هلمّ نبايعك.
فقال: لا حاجة لي في أمركم أنا معكم، فمن اخترتم فقد رضيت به.
فقالوا: و اللّه ما نختار غيرك. فاختلفوا إليه مرارا ثمّ أتوه في آخر ذلك.
فقالوا: إنّه لا يصلح الناس إلاّ بإمرة و قد طال الأمر، لا و اللّه ما نحن بفاعلين حتّى نبايعك.
قال: ففي المسجد فإنّ بيعتي لا تكون خفيا و لا تكون إلاّ عن رضى المسلمين.
فاجتمعوا في المسجد يهرعون إليه، و أول من صعد إليه فبايعه طلحة ثمّ تتابع المهاجرون و الأنصار ثمّ سائر الناس فبايعوا عليّا [4] .
بعد هذا العرض ندرس في ما يأتي آراء المدرستين في أمر الإمامة و الخلافة.
[4] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ط. الأولى 1/240-241 و ط. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم 4/8-9.