«أنت تبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه بعدي» . قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين [20] .
و في رواية قال له:
«أنت تؤدي عنّي و تسمعهم صوتي و تبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي» [21] .
و قد يسر اللّه لخاتم أنبيائه أن يزقّ ابن عمه العلم فيما هيّأ لهما من الاجتماع في بيت واحد منذ أن كان الإمام عليّ طفلا كما رواه الحاكم:
(كان من نعم اللّه على عليّ بن أبي طالب (ع) ما صنع اللّه و أراده به من الخير، أنّ قريشا أصابتهم أزمة شديدة، و كان أبو طالب في عيال كثير فقال رسول اللّه (ص) لعمه العباس و كان من أيسر بني هاشم:
يا أبا الفضل إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال و قد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه يخفّف عنه من عياله آخذ أنا من بنيه رجلا و تأخذ أنت رجلا فنكفلهما عنه، فقال العباس: نعم، فانطلقا حتّى أتيا أبا طالب، فقالا: إنّا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتّى تنكشف عن الناس ما هم فيه، فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما، فأخذ رسول اللّه (ص) عليّا فضمّه إليه، و أخذ العباس جعفرا فضمّه إليه، فلم يزل عليّ (ع) مع رسول اللّه (ص) حتّى بعثه اللّه نبيّا فاتّبعه و صدّقه، و أخذ العباس جعفرا و ضمّه إليه و لم يزل جعفر مع العبّاس حتّى أسلم و استغنى عنه) [22] .
[20] مستدرك الصحيحين 3/122. و كنز العمال ط. الأولى، 6/156. و راجع المناوي في كنوز الحقائق ص 188.