إنّ الرسول (ص) عند ما يعيّن عدد ركعات الصلاة و أذكارها، و يبيّن سائر أحكامها و سائر أحكام الشرع الإسلاميّ، أو يبلّغ أنباء الأمم السابقة و الغيوب الآتية في هذه الدنيا أو العالم الآخر، إنّما يبلّغ ما أوحي إليه في غير القرآن الكريم وَ مََا يَنْطِقُ عَنِ اَلْهَوىََ `إِنْ هُوَ إِلاََّ وَحْيٌ يُوحىََ و يسمّى هذا النوع من التبليغ في هذه الأمّة بالحديث النبويّ الشريف.
حصرت الآيات السابقة وظيفة الرسول بالتبليغ، و على هذا فإنّ الصفة المميّزة للرسول هي التبليغ، و إذا قال الرسول عن شخص: «إنّه منّي» يعني إنّه منه في أمر التبليغ و لا نقول هذا اعتباطا، بل قد وجدنا الرسول يصرّح بذلك في قسم من تلك الأحاديث، مثل ما ورد في قصّة تبليغ آيات البراءة التالية:
قصّة تبليغ آيات البراءة
وردت قصّة تبليغ سورة البراءة في صحيح الترمذي و تفسير الطبري و خصائص النسائي و مستدرك الصحيحين و غيرها، عن أنس و ابن عباس