و في طبقات ابن سعد [51] : قال الإمام علي في رثاء عمّار:
(إنّ عمارا مع الحقّ و الحقّ معه، يدور عمّار مع الحقّ أينما دار) .
إنّ سيف بن عمر حرّف هذه الأحاديث في حقّ عمّار و زاد فيها: (ما لم تغلب عليه ولهة الكبر) .
و من حديث رسول اللّه في عمّار ما رواه ابن هشام في خبر بناء مسجد الرسول (ص) أنّ رجلا تعرّض لعمّار، فقال رسول اللّه (ص) :
«ما لهم و لعمّار يدعوهم إلى الجنّة و يدعونه إلى النّار، إنّ عمّارا جلدة ما بين عيني و أنفي، فإذا بلغ ذلك من الرجل فلم يستبق فاجتنبوه» . روى الحديث ابن هشام و لم يذكر اسم الرجل الّذي تعرض لعمّار. و ذكر أبو ذرّ في شرح سيرة ابن هشام أنّ هذا الرجل هو عثمان بن عفان، و تفصيل الخبر بكتاب (أحاديث عائشة) ، فصل (في عصر الصهرين) .
أمّا أبو ذرّ فقد قال رسول اللّه (ص) فيه:
«ما أظلت الخضراء و ما أقلت الغبراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذرّ» [52] .
مقارنة خبر سيف في الفتن بأخبار غيره
قال الذهبي في تاريخه [53] في خبر الفتن على عهد عثمان:
[50] راجع تاريخ الذهبي 2/179. و تاريخ ابن كثير 7/270.
[52] سنن ابن ماجة، المقدمة، باب 11 ح 156. و سنن الترمذي، كتاب المناقب، باب مناقب أبي ذر (رض) . و مسند أحمد 2/163 و 175 و 223 و 5/351 و 356 و 6/442. و طبقات ابن سعد، ط. أوربا 4/ق 1/168.