زعم سيف أنّ الأسود الّذي ادّعى النبوة كان يخبر قيسا بكلّ ما ينويه مرّة بعد أخرى و يقول:
(قال الملك!) و كان الملك الّذي يخبره هو الشيطان!و ظهرت من الأسود مدّعي النبوة معجزة باهرة حين خطّ خطّا أوقف وراءه مائة جزور بين بقرة و بعير و قام من دونها و نحرها جميعا غير محبسة و لا معقلة ما يقتحم الخطّ منها شيء، ثمّ خلاها فجالت إلى أن زهقت، و إنّ الراوي استعظم هذا الأمر! و قال في الخبر الثاني: (إنّ كسرى رأى في المنام أنه اجتمع مع اللّه و رسوله في مؤتمر ثلاثي... ) الحديث.
أ ليس مغزى الأسطورة الأولى أنّ نبيّ المسلمين ادّعى النبوّة و كان من يسمّيه (الملك) يخبره بالغيب، و تصدر منه المعجزات.
و الأسود العنسي أيضا ادّعى النبوة و كان من يسمّيه (الملك) يخبره بالغيب و تظهر منه المعجزات؟هل نشر الزنديق هذه الأسطورة دون أن يقصد إلقاء الشبهات في أذهان المسلمين؟ و في الأسطورة الثانية، أ لم يقصد الزنديق الاستهزاء بربّ المسلمين و نبيّهم حين جمعهما في مؤتمر واحد مع عدوّهما يزدجرد ملك الفرس في ما رآه!!؟ هكذا نقل كبار العلماء عن سيف أساطير الخرافة و حشوا بها كتب التاريخ الإسلامي و أصبحت تلك الأساطير جزءا من مصادر الدراسات الإسلامية، و كذلك نشروا في كتب التاريخ الإسلاميّ ما أشاعه سيف الزنديق بأنّ الإسلام انتشر بحدّ السيف، نظير الأخبار الآتية.
إشاعة الزنديق أنّ الإسلام انتشر بالسيف و إراقة الدماء
أشاع سيف في ما اختلق من أخبار حروب الردّة و الفتوح بأنّ الإسلام