بكتاب ليس لنا فيه فضل تعرّف أهل الشام أمورا لا نريد أن يعرفوها، قال سليمان: فلذلك أمرت بتحريق ما نسخته حتّى أستطلع رأي أمير المؤمنين، فصوّب رأيه.
هكذا يأمر خلفاء المسلمين و أولياء عهدهم بإحراق كتب سنّة الرسول (ص) لئلاّ يعرف المسلمون ما يخالف مصالح السّلطة، و قد فعلت أكثر من ذلك حين أحرقت مكتبات فيها من كتب سنّة الرسول (ص) ما يخالف اتّجاهها نظير ما يأتي بيانه:
إحراق مكتبة إسلاميّة ببغداد
قال ابن كثير [28] في ذكر حوادث سنة 416 هـ بترجمة سابور بن أردشير:
كان كثير الخير سليم الخاطر إذا سمع المؤذّن لا يشغله شيء عن الصّلاة، و قد وقّف دارا للعلم في سنة 381 هـ و جعل فيها كتبا كثيرة جدّا، و وقّف عليها غلّة كبيرة، فبقيت سبعين سنة ثمّ أحرقت عند مجيء طغرل في سنة 450 هـ و كانت في محلّة بين السورين.
و قال الحموي بترجمة بين السورين في معجم البلدان:
بين السورين، اسم لمحلّة كبيرة كانت بالكرخ و بها كانت خزانة الكتب الّتي وقفها وزير بهاء الدولة، و لم يكن في الدنيا أحسن كتبا منها كانت كلّها بخطوط الأئمة المعتبرة و أصولهم المحرّرة و احترقت في ما أحرق من محال الكرخ عند ورود طغرل بك أول ملوك السلجوقية إلى بغداد.
و قال ابن كثير [29] -أيضا-بترجمة الشيخ أبي جعفر الطوسي، من