و أورد ابن عبد البرّ تمام القصيدة بترجمة النعمان بن عجلان من الاستيعاب غير أنه حذف منها البيتين الآتيين:
فذاك بعون اللّه يدعو إلى الهدى # و ينهى عن الفحشاء و البغي و النكر
وصيّ النبيّ المصطفى و ابن عمّه # و قاتل فرسان الضّلالة و الكفر
حذف هذين البيتين لما فيهما من ثناء على ابن عمّ الرسول (ص) أنّه وصيّ الرسول (ص) و أبقى البيتين اللّذين فيهما مدح أبي بكر.
و جاء بعده ابن الأثير و قال بترجمة النعمان من أسد الغابة:
و من شعره يذكر أيام الأنصار و يذكر الخلافة بعد النبيّ (ص) ، ثمّ ذكر من أوّل القصيدة أبياته في أيّام الأنصار فحسب و حذف من القصيدة الأبيات الّتي يشير فيها إلى الخلاف الّذي وقع يوم ذاك في أمر الخلافة و البيتين اللّذين مدح فيهما الإمام عليّا و خاصّة أنّه كان وصيّ النبيّ.
و جاء ابن حجر بعده فقال في ترجمته:
(و هو القائل يفخر بقومه من أبيات) ثمّ أورد أبياته في المفاخرة بأيّام الأنصار و لم يذكر من أبيات هذه القصيدة ما فيه ذكر الخلافة.
و هكذا كلّما تأخّر الزمن حذف العلماء من الروايات ما لم يرق لهم ذكره، فابتعدنا عن فهم الواقع التاريخي.
إذا نرى أنّ الزبير بن بكار (ت: 256 هـ) غفل و ذكر في كتابه الموفقيات ما وقع من الاختلاف في أمر الخلافة بعد رسول اللّه (ص) و ما تقاولوا فيه من خطب و شعر، و من ضمنها قصيدة النعمان بن عجلان الّتي فيها بيتان ذكر
[11] راجع مصادر ترجمته و شعره في الهامش رقم 32 ص 292، في باب: شهرة لقب وصيّ النبيّ (ص) للامام عليّ و انتشار ذكره في أشعار الصحابة و التابعين من هذا الكتاب.