قلت: أو كائن ذلك؟ قال: نعم! قلت: فكيف أصنع؟ قال: العنّي و لا تبرأ منّي.
قال فامره محمد بن يوسف أخو الحجاج أن يلعن عليّا.
فقال: إن الأمير أمرني أن ألعن عليّا فالعنوه لعنه اللّه. فما فطن لها إلاّ رجل [52] .
هكذا توالت سياسة الخلافة الأموية القرشية إلى زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي قام بنقض تلكم السياسة كما سندرسه في ما يأتي:
ج-على عهد عمر بن عبد العزيز:
إنّ عمر بن عبد العزيز خالف سياسة الخلافة الاموية و أمر بترك لعن الإمام علي (ع) . و ذكروا في سبب ذلك و قالوا ما رواه ابن أبي الحديد و غيره و اللفظ لابن أبي الحديد.
فأمّا عمر بن عبد العزيز (رض) فإنه قال: كنت غلاما أقرأ القرآن على بعض ولد عتبة بن مسعود، فمرّ بي يوما و أنا ألعب مع الصبيان، و نحن نلعن عليا، فكره ذلك و دخل المسجد، فتركت الصبيان و جئت إليه لأدرس عليه
[52] تاريخ الإسلام للذهبي، 4/51-52، في ترجمة محمد بن يوسف الثقفي و حجر هو ابن قيس الهمداني و المدري نسبة إلى مدر جبل باليمن قال ابن حجر تابعي ثقة أخرج حديثه أبو داود و النسائي و ابن ماجة ترجمته في تهذيب التهذيب 2/215 و تقريبه 1/155.