و أكفئوا إنائي، و أجمعوا على منازعتي حقّا كنت أولى به من غيري، و قالوا ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه و في الحقّ أن تمنعه، فاصبر مغموما أو مت متأسّفا.
فنظرت فإذا ليس لي رافد، و لا ذاب، و لا مساعد إلاّ أهل بيتي فضننت بهم عن المنيّة فأغضيت على القذى، و جرعت ريقي على الشّجى، و صبرت من كظم الغيظ على أمرّ من العلقم، و آلم للقلب من حزّ الشّفار» [10] .
و أخيرا استشهد الإمام (ع) بيد أحد الخوارج في محراب مسجد الكوفة و بعد استشهاد الإمام علي (ع) استولى معاوية على الحكم في سنة أربعين للهجرة و سمّوا هذا العام بعام الجماعة و هو في الحقيقة عام الجماعة لقريش، و استمرّ حكم معاوية عشرين عاما، و توفي في سنة ستين للهجرة.
كان ذلكم بعض آثار كراهية قريش لحكم الإمام علي (ع) ، و من آثار تلك الكراهية منعهم نشر حديث الرسول (ص) كما سنذكرها في ما يأتي بإذنه تعالى.