(فناجاه طويلا، و أبو بكر و عمر ينظران و النّاس، قال: ثمّ انصرف إلينا فقال الناس: قد طالت مناجاتك اليوم يا رسول اللّه!فقال: ما أنا انتجيته و لكنّ اللّه انتجاه) [16] .
أوردنا هذه الروايات من مصادر أخرى-أيضا-في باب ذكر حاملي علوم الرسول (ص) من هذا الكتاب، و في باب مصادر الشريعة الإسلاميّة لدى مدرسة أهل البيت (ع) .
مقارنة بين حديث أم المؤمنين عائشة و حديث الإمام علي (ع)
تفرّدت أمّ المؤمنين عائشة برواية ما أخبرت به عن خبر آخر ساعات حياة الرسول الأكرم (ص) أنه طلب طستا ليبول فانخنث و مات بين حاقنتها و ذاقنتها، و أمثال هذه الألفاظ، أضف إليه حديثها و حديث غيرها في بدء نزول الوحي:
أنّ رسول اللّه (ص) عند ما تلقّى أوّل وحي هبط به جبرائيل من اللّه بآيات سورة اقرأ، شكّ في جبرائيل أنّه شيطان يريد أن يتلعّب به، و شكّ في الآيات الكريمة أنّها من قبيل سجع الكهان حتى طمأنه الرجل النصرانيّ ورقة بن نوفل أنه نبيّ أوحي إليه كموسى بن عمران، فاطمأنّ و أدرك أنه نبيّ،
[16] أخرج الحديثين ابن عساكر بترجمة الإمام علي 2/310 و 311، و ابن كثير في تاريخه 7/356، و في شرح نهج البلاغة ط. مصر الأولى 2/78 ما ملخّصه:
دخلت عائشة و هما يتناجيان، فقالت: يا عليّ ليس لي إلاّ يوم من تسعة أيام، أ فما تدعني يا ابن أبي طالب!؟