و لصحّة هذا الحديث شاهدان قويّان:أ- في صحيح البخاريّ و غيره أنّ أمّ المؤمنين عائشة عبّرت في حديثها عن الإمام عليّ بلفظ: رجل، و كذلك فعلت في هذا الحديث.
ب- ورد في صحيح البخاريّ و غيره أنّ رسول اللّه (ص) قال لعليّ يحبّه اللّه كما قال في هذا الحديث: أحبّك اللّه.
هكذا لا تذكر أمّ المؤمنين عائشة اسم عليّ (ع) في حديثها و تكنّي عنه بالرجل؛ و لم تقتصر على هذا المقدار من الجفوة بل زادت، كما سنذكر بعضها في ما يأتي:
أمّ المؤمنين تظهر السرور بقتل الإمام علي (ع)
و أكثر من كلّ ما ذكرناه ما رواه أبو الفرج في مقتل الإمام علي (ع) و قال:
(لمّا أن جاء عائشة قتل الإمام علي، سجدت) [5] أي: سجدت شكرا للّه ممّا بشّروها به.
و روى الطبري و أبو الفرج و ابن سعد و ابن الأثير و قالوا:
لمّا أتى عائشة نعي عليّ قالت:
فألقت عصاها و استقر بها النوى # كما قرّ عينا بالإياب المسافر
ثمّ قالت: من قتله؟فقيل: رجل من مراد، فقالت:
فإن يك نائيا فلقد نعاه # غلام ليس في فيه التراب
فقالت زينب بنت أمّ سلمة: أ لعليّ تقولين هذا؟فقالت: إذا نسيت فذكروني [6] .
[5] مقاتل الطالبيين، ط. القاهرة، سنة 1368 هـ، ص 43.
[6] تاريخ الطّبري في ذكر سبب مقتل أمير المؤمنين من حوادث سنة 40 هـ، ط. أوربا 1/3466. و كذلك ابن الاثير، ط. أوربا 3/331، و ط. الأولى، 3/157. و طبقات ابن سعد 3/27. و مقاتل الطالبيين ص 42، و في لفظه: (بغاه غلام) ، و في لفظ غيره: (نعاه) .