قال ابن عباس في وقعة صفّين في جواب كتاب معاوية: بسم اللّه الرحمن الرحيم أمّا بعد، فقد أتاني كتابك و فهمت ما سطرت فيه، فأمّا ما أنكرت من سرعتنا إلى أنصار عثمان بالمساءة و سلطان بني أميّة، فلعمري لقد أدركت حاجتك في عثمان حين استنصرك، فلم تنصره حتّى صرت إلى ما صرت إليه، و بينك و بينه في ذلك أخو عثمان لأمّه الوليد بن عقبة. و أمّا إغراؤك إيّانا بتيم و عدي، فأبو بكر و عمر خير من عثمان، كما أنّ عثمان كان خير منك.
و أمّا قولك إنّه لم يبق من رجال قريش إلاّ ستة رجال، فما أكثر رجالها و أحسن بقيتها، و قد قاتلك من خيارها من قاتلك و لم يخذلنا إلاّ من خذلك.
و أمّا ذكرك الحرب، فقد بقي لك منا ما ينسيك ما كان قبله و تخاف ما يكون بعده.
و أمّا قولك إنّي لو بايعني الناس لأسرعت إلى طاعتي، فقد بايع الناس عليّا، و هو أخو رسول اللّه (ص) و ابن عمّه و وصيّه و وزيره، و هو خير منّي، و أمّا أنت فليس لك فيها حقّ، لأنّك طليق و ابن طليق و رأس الأحزاب و ابن آكلة الأكباد، و السلام.
[47] صفّين ص 436، و كان فارس همدان و شاعرهم. و وادعة: بطن من همدان. الاشتقاق لابن دريد.
و في ترجمته في الإصابة: له إدراك، و هو أوّل من جعل سهم البراذين دون سهم العراب فبلغ الخبر الخليفة عمر فأعجبه ذلك و قال: امضوها على ما قال. الإصابة 3/478.