و جوابه جواب الإمام للخوارج، و الّذي مرّ ذكره تحت عنوان: الوصيّة في كلام الإمام عليّ (ع) و احتجاجه.
محمد بن عبد اللّه بن الحسن يحتجّ على الخليفة المنصور بالوصيّة
روى الطبري و ابن الأثير في ذكرهما حوادث سنة 145 بتاريخيهما: أنّ محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن علي بن أبي طالب عند ما خرج على الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور و بايعه الناس بالمدينة، كتب في جواب أبي جعفر كتابا مفصلا يدلي بحججه في أنّه أحقّ بالخلافة من المنصور و جاء فيه:
... و إنّ أبانا عليّا كان الوصيّ و كان الإمام، فكيف ورثتم ولايته و ولده أحياء؟....
فكتب إليه المنصور كتابا يردّ فيه على ما احتجّ به و سكت عن جواب هذه الحجّة، و سكوت المنصور إقرار منه بصحّتها لديهم [26] .
قال: دخلت على الرشيد فأرسل إلى ولديه محمّد و عبد اللّه، فأتياه و أجلسهما عن يمينه و شماله و أمرني بمطارحتهما، فكنت لا ألقي عليهما شيئا من فنون الأدب إلاّ أجابا به و أصابا، فقال: كيف ترى أدبهما؟ قلت: يا أمير المؤمنين ما رأيت مثلهما في ذكائهما و جودة ذهنهما... قال:
فضمّهما إلى صدره، و سبقته عبرته حتى تحدّرت دموعه، ثمّ أذن لهما، حتّى نهضا و خرجا، قال:
[26] الطبري، ط. اوربا، 3/209. و تاريخ ابن الأثير ط. مصر الأولى 5/199. و ابن كثير 10/85.
[27] الأصمعي: عبد الملك بن قريب (ت: 216 هـ) البصري اللّغوي النحوي. قيل: كان يحفظ اثني عشر ألف أرجوزة. ترجمته في الكنى و الألقاب للقميّ.