responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : العسكري، السيد مرتضى    جلد : 1  صفحه : 301

محمّدا (ص) فاختصّه برسالته، و اختاره لوحيه، و ائتمنه على أمره، و بعثه رسولا مصدّقا لما بين يديه من الكتب، و دليلا على الشرائع، فدعا إلى سبيل ربّه بالحكمة و الموعظة الحسنة، فكان أول من أجاب و أناب، و صدق و وافق، و أسلم و سلم؛ أخوه و ابن عمّه عليّ بن أبي طالب (ع) ، فصدّقه بالغيب المكتوم، و آثره على كلّ حميم، فوقاه كلّ هول، و واساه بنفسه في كلّ خوف، فحارب حربه، و سالم سلمه، فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الأزل، و مقامات الروع، حتّى برز سابقا لا نظير له في جهاده، و لا مقارب له في فعله. و قد رأيتك تساميه و أنت أنت، و هو هو المبرّز السابق في كلّ خير، أوّل الناس إسلاما، و أصدق الناس نيّة، و أطيب الناس ذرّيّة، و أفضل الناس زوجة، و خير الناس ابن عمّ... ثمّ لم تزل أنت و أبوك تبغيان الغوائل لدين اللّه، و تجهدان على إطفاء نور اللّه، و تجمعان على ذلك الجموع، و تبذلان فيه المال، و تحالفان فيه القبائل. على ذلك مات أبوك، و على ذلك خلفته، و الشاهد عليك بذلك من يأوي و يلجأ إليك من بقية الأحزاب رءوس النفاق و الشقاق لرسول اللّه (ص) . و الشاهد لعليّ مع فضله المبين و سبقه القديم، أنصاره الّذين ذكروا بفضلهم في القرآن فأثنى اللّه عليهم، من المهاجرين و الأنصار، فهم معه عصائب و كتائب حوله، يجالدون بأسيافهم، و يهريقون دماءهم دونه، يرون الفضل في اتّباعه، و الشّقاء في خلافه، فكيف-يا لك الويل-تعدل نفسك بعليّ، و هو وارث رسول اللّه (ص) ، و وصيّه و أبو ولده و أول الناس له اتّباعا، و آخرهم به عهدا، يخبره بسرّه و يشركه في أمره.

و كتب معاوية في جوابه:

من معاوية بن أبي سفيان إلى الزاري على أبيه محمّد بن أبي بكر.

نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : العسكري، السيد مرتضى    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست