ثمّ قال له: فأنا مصاحبك غير مفارقك حتّى يصيبني ما أصابك. قال:
فبكى عليّ ثمّ قال: الحمد للّه الّذي لم يجعلني عنده منسيا. الحمد للّه الّذي ذكرني في كتب الأبرار. و مضى الراهب معه، و كان-فيما ذكروا-يتغدّى مع عليّ و يتعشّى حتّى أصيب يوم صفّين. فلمّا خرج الناس يدفنون قتلاهم قال عليّ: اطلبوه. فلمّا وجدوه، صلّى عليه و دفنه، و قال: هذا منّا أهل البيت.
وقف أبو ذر على عهد عثمان بباب مسجد رسول اللّه و خطب و قال في خطبته:
(و محمد وارث علم آدم و ما فضّل به النبيّون، و علي بن أبي طالب وصيّ محمد و وارث علمه... ) .
سيأتي تمام الخطبة في ذكر النوع العاشر من أنواع الكتمان في مدرسة الخلفاء إن شاء اللّه تعالى.
الوصية في حديث الأشتر
قال مالك بن الحارث الأشتر لمّا بويع أمير المؤمنين (ع) :
أيّها النّاس هذا وصيّ الأوصياء، و وارث علم الأنبياء، العظيم البلاء الحسن العناء، الّذي شهد له كتاب اللّه بالإيمان، و رسوله بجنّة الرضوان، من كملت فيه الفضائل، و لم يشكّ في سابقته و علمه و فضله الأواخر و لا الأوائل [11] .