قبل أن ندرس النصوص الواردة عن رسول اللّه (ص) في تعيين أولي الأمر من بعده، ندرس شيئا من اهتمام الرسول (ص) بهذا الأمر في ما يأتي:
إن أمر الإمامة بعد الرسول (ص) كان من الأمور المهمّة الّتي لم تغب عن بال الرسول (ص) و من كان حوله، بل كانوا يفكّرون فيه منذ البدء؛ فقد رأينا بيحرة من بني عامر بن صعصعة يشترط على رسول اللّه (ص) لإسلامهم أن يكون لهم أمر من بعد الرسول (ص) ، و رأينا هوذة الحنفي يطلب من الرسول (ص) منحه شيئا من الأمر.
و كذلك كان الرسول (ص) -أيضا-يفكّر في الأمر من بعده و يدبّر له منذ أوّل يوم دعا إلى الإسلام، و أوّل يوم أخذ فيه البيعة لإقامة المجتمع الإسلامي.
أمّا تدبيره في أوّل يوم أخذ فيه البيعة لإقامة المجتمع الإسلامي، فقد كان ما رواه البخاريّ و مسلم في صحيحيهما، و النسائيّ و ابن ماجة في سننهما، و مالك في الموطّأ، و أحمد في المسند، و غيرهم في غيرها-و اللّفظ للأوّل- قال: