و هكذا انقسم المسلمون إلى مدرستين؛ مدرسة الخلفاء الّتي أغدق حكامها: المال و الجاه و المناصب و الحظوة على مروّجي أفكار مدرستها، و مدرسة أهل البيت (ع) الّتي قاومت تلك الأفكار و الروايات المرويّة تأييدا للسّلطات و اجتهاداتها، فبذلت لها السّلطات الحاكمة القتل و السّجن و التشريد و حملات الإبادة و إحراق الكتب و المكتبات مدى العصور
68
لإبعاد أفكارها المحافظة على سنّة الرسول (ص) من المجتمع و إخفائها عن أنظار المسلمين
69
.
و بعد كلّ ما ذكرنا، ما ذا يصل إلينا من الحقائق في هذا العصر!؟
خلاصة البحث
كان المنطق السّائد يوم السّقيفة في الأفعال و الأقوال، هو المنطق القبلي سواء أ كان لدى المهاجرين أم الأنصار، و كانت بيعة أبي بكر يوم ذاك فلتة حسب تقويم الخليفة عمر لها.
و لم يستند الخليفة عمر إلى أيّ دليل من الكتاب و السنّة في ما طرحه من إقامة الخلافة بالشّورى و إنّما اعتمد اجتهاده الخاصّ.
اجتهد فجعل تعيين وليّ الأمر من بعده بين ستّة أشخاص لا أكثر من ذلك.
و اجتهد فجعلهم من المهاجرين دون الأنصار.
و اجتهد فجعل الترشيح بيد عبد الرحمن بن عوف دون الآخرين
[68] يأتي شرحها في بحث حملة المغول على البلاد الإسلامية من هذا الكتاب إن شاء اللّه تعالى.
[69] ندرس تفصيل كلّ ما ذكرناه في البحوث الآتية إن شاء اللّه تعالى.