من الشام بقيادة أبي سفيان و خرج معه 313 شخصا ممّن استعدّ للاستيلاء على القافلة التجارية و ليس للقتال، و بلغ الخبر أبا سفيان فانحرف في سيره عن الطريق، و استصرخ قريشا بمكّة فخرجت مستعدّة للقتال في جيش يقارب الألف محارب، و أفلت أبو سفيان و القافلة، فكان الرسول (ص) أمام خيارين: التراجع إلى المدينة بسلام، أو مقاتلة جيش قريش المتأهّب للقتال بجيشه غير المتكافئ عددا و عدّة.
تفصيل الخبر:
روى ابن هشام في سيرته و قال:
و أتاه الخبر عن قريش و مسيرهم ليمنعوا غيرهم، فاستشار الناس و أخبرهم عن قريش، فقام أبو بكر الصديق فقال و أحسن، ثمّ قام عمر بن الخطاب فقال و أحسن، ثمّ قام المقداد [4] .
ثمّ ذكر ما قاله المقداد و ما قالته الأنصار، بينا لم يذكر ما قاله أبو بكر ثمّ عمر! و في صحيح مسلم:
فتكلّم أبو بكر فأعرض عنه، ثمّ تكلّم عمر فأعرض عنه، فقام المقداد... [5] .
إنّ مسلما هكذا ذكر أيضا، و لم يذكر ما تكلّم به أبو بكر، و كلاهما لم يتمّا ذكر الخبر، و نحن ننقل تمام الخبر من مغازي الواقدي و إمتاع الأسماع للمقريزي و اللفظ للأول قال: قال عمر:
يا رسول اللّه، إنّها و اللّه قريش و عزّها، و اللّه ما ذلّت منذ عزّت، و اللّه ما آمنت منذ كفرت، و اللّه لا تسلم عزّها أبدا، و لتقاتلنّك، فاتّهب لذلك أهبته و أعدّ لذلك عدّته. ثم قام المقداد بن عمرو فقال: