و أجابته الأنصار بقولهم: (نولّيك هذا الأمر) .
ثمّ ترادوا الكلام و قالوا: فان أبت مهاجرة قريش فقالوا: ... نحن عشيرته و أولياؤه فعلام تنازعوننا هذا الأمر من بعده؟... ) .
و قال أبو بكر في احتجاجه عليهم يوم ذاك: (و لن يعرف هذا الأمر إلاّ لهذا الحيّ من قريش... ) .
و قال-أيضا-في قريش: (هم أحقّ الناس بهذا الأمر من بعده و لا ينازعهم ذلك إلاّ ظالم) .
و قال عمر-أيضا-يوم السقيفة: (من ذا ينازعنا سلطان محمّد و إمارته و نحن أهله و عشيرته) .
و قال الحباب بن المنذر في جوابه: (لا تسمعوا مقالة هذا و أصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر... فأنتم و اللّه أحق بهذا الأمر... ) .
و قال بشير بن سعد عندئذ في حقّ قريش: (لا يراني اللّه أنازعهم هذا الأمر أبدا) [41] .
ج-في النصوص الإسلامية:
لقد ورد في حديث الرسول ذكر (الأمر) كثيرا ممّا سندرسه في البحوث الآتية إن شاء اللّه تعالى. و نكتفي هنا بتسجيل كلمة الرسول (ص) في جواب العامري:
«إن الأمر إلى اللّه يضعه حيث يشاء» .
و قد ورد في كتاب اللّه تعالى:
يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اَللََّهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَ أُولِي اَلْأَمْرِ
[41] كل هذه المحاججات وردت في خبر السقيفة بتاريخ الطبري، ط. أوربا 1/1837-1851.