و في مدرسة أهل البيت (ع) ورد لفظ (خليفة الله في الأرض) في روايات أئمة أهل البيت (ع) بمعنى المصطلح الاسلامي كما أشرنا إليه.
و انتقل مصطلح (الخليفة) بمعنى: خليفة رسول اللّه (ص) من مدرسة الخلفاء إلى أتباع مدرسة أهل البيت (ع) منذ القرن الخامس الهجري و حتّى اليوم. و استندت مدرسة الخلفاء إلى عدم ورود (الخليفة) بالمعنى الذي استحدثوه بعد الرسول (ص) في حديث الرسول (ص) ، و قالوا: إنّ الرسول (ص) ترك أمّته هملا و لم يعين المرجع من بعده.
و في مقام الردّ عليهم استند أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام إلى ما ورد عن الرسول (ص) في تعيين الإمام علي وصيا من بعده و قالوا: إن الرسول (ص) عيّنه خليفة من بعده بالمعنى الذي استحدث للخليفة بعد الرسول (ص) و لم يترك أمّته هملا [34]
جرى كل ذلك من أتباع المدرستين غفلة منهم عن أن المصطلح الذي أحدثته مدرسة الخلفاء بعد الرسول (ص) لم يكن ليرد في حديث الرسول (ص) .
الخلاصة:
أ-خليفة الشخص في اللغة: من يقوم بعمله في غيابه، و قد ورد بالمعنى اللغوي في القرآن و حديث الرسول (ص) و محاورات الصحابة.
ب-خليفة اللّه في الأرض في المصطلح الإسلامي: من يعيّنه اللّه تعالى لتبليغ شريعته آخذا من الوحي أو من الرسول (ص) ، و للحكم بين الناس، و يؤتي بعضهم ما يعجز البشر عن الإتيان بمثله، و قد ورد بهذا المعنى في
[34] نجد بعض تلك الأدلة في كتاب (الألفين) للعلامة الحلي (ره) .