أدرك أبا بكر، فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكّة فاقرأه عليهم، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه، و رجع أبو بكر إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه!نزل فيّ شي‌ء؟قال: لا. و لكن جبرئيل جاءني فقال: لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك» [24] .

ب- في تفسير السيوطي عن أبي رافع قال:

بعث رسول اللّه (ص) أبا بكر (رض) ببراءة إلى الموسم، فأتى جبرئيل عليه السلام فقال: إنّه لن يؤديها عنك إلاّ أنت أو رجل منك، فبعث عليّا رضي اللّه عنه على أثره حتّى لحقه بين مكّة و المدينة فأخذها فقرأها على الناس في الموسم‌ [25] .

ج- و في رواية أخرى عن سعد بن أبي وقاص قال:

«إنّ رسول اللّه (ص) بعث أبا بكر (رض) ببراءة إلى أهل مكّة، ثمّ بعث عليّا (رضي اللّه عنه) على أثره فأخذها منه. فكأنّ أبا بكر (رض) وجد في نفسه فقال النبيّ (ص) يا أبا بكر!إنّه لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي» [26] .

في هذا الخبر أرسل الرسول (ص) صحابيّه أبا بكر لتبليغ عشر آيات من صدر البراءة إلى المشركين في حجّ العام التاسع للهجرة، فأتاه جبرئيل-أمين وحي اللّه-و قال له: إنّه لن يؤديها عنك إلاّ أنت أو رجل منك. أي إن تبليغ

[24] مسند أحمد (1/151) ، و تحقيق أحمد محمد شاكر (2/322) الحديث 1296، و في الدرّ المنثور للسيوطي (3/209) ، و فيه عن أنس بن مالك و سعد بن أبي وقاص، و جاء في لفظ سعد:

«... فكأنّ أبا بكر (رض) وجد في نفسه فقال النبي (ص) يا أبا بكر!إنّه لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل مني» .

[25] تفسير الدر المنثور للسيوطي 3/210.

[26] تفسير الدر المنثور للسيوطي 3/209.