(قال الجمهور من أهل الإثبات و أصحاب الحديث: لا ينخلع الإمام بفسقه و ظلمه بغصب الأموال، و ضرب الأبشار، و تناول النفوس المحرّمة، و تضييع الحقوق، و تعطيل الحدود، و لا يجب الخروج عليه، بل يجب وعظه و تخويفه و ترك طاعته في شيء ممّا يدعو إليه من معاصي اللّه. و احتجّوا في ذلك بأخبار كثيرة متظافرة عن النبيّ (ص) و عن الصّحابة في وجوب طاعة الأئمّة و إن جاروا و استأثروا بالأموال، و أنّه قال (ع) : اسمعوا و أطيعوا و لو لعبد أجدع، و لو لعبد حبشيّ، و صلّوا وراء كلّ برّ و فاجر. و روي أنّه قال:
أطعهم و إن أكلوا مالك، و ضربوا ظهرك) .
استدلال أتباع مدرسة الخلافة في القرون الأخيرة
في القرون الأخيرة غالبا ما يستدلّ أتباع مدرسة الخلافة على صحّة قيام حكم الخلافة في الماضي على أنّه كان قائما على أساس الشّورى بين المسلمين للخليفة، و بعضهم يستنتج من ذلك أنّ الحكم الإسلاميّ أيضا يقام اليوم على أساس البيعة فمن بايعه المسلمون أصبح حاكما إسلاميّا يجب على جميع المسلمين بذل الطّاعة له.
كان ذلكم رأي مدرسة الخلفاء في كيفية إقامة الحكم الإسلامي و أدلّتهم على ما يرتئون، و قبل البدء بدراسة ما ارتأوا و ما استدلّوا عليه، ينبغي أن ندرس المصطلحات الّتي يدور عليها البحث في ما يأتي.