توثقهم، فتهافتوا على ابن أبي طالب يطلبون يده للبيعة؛ قال الطبري
124
:
فأتاه أصحاب رسول اللّه (ص) فقالوا:
إنّ هذا الرجل قد قتل و لا بدّ للناس من إمام و لا نجد اليوم أحقّ بهذا الأمر منك، لا أقدم سابقة، و لا أقرب من رسول اللّه (ص) .
فقال: لا تفعلوا فإنّي أكون وزيرا خير من أن أكون أميرا.
فقالوا: لا، و اللّه ما نحن بفاعلين حتّى نبايعك.
قال: ففي المسجد، فإنّ بيعتي لا تكون خفيا، و لا تكون إلاّ عن رضى المسلمين....
و روى بسند آخر و قال:
اجتمع المهاجرون و الأنصار فيهم طلحة و الزبير فأتوا عليّا فقالوا:
يا أبا الحسن، هلمّ نبايعك.
فقال: لا حاجة لي في أمركم. أنا معكم فمن اخترتم فقد رضيت به، فاختاروا.
فقالوا: و اللّه ما نختار غيرك.
قال: فاختلفوا إليه بعد ما قتل عثمان (رض) مرارا ثمّ أتوه في آخر ذلك، فقالوا له:
إنّه لا يصلح الناس إلاّ بإمرة و قد طال الأمر.
فقال لهم: إنّكم قد اختلفتم إليّ و أتيتم و إنّي قائل لكم قولا إن قبلتموه قبلت أمركم و إلاّ فلا حاجة لي فيه.
قالوا: ما قلت قبلناه إن شاء اللّه. فجاء فصعد المنبر فاجتمع الناس
[124] الطبري 5/152-153، و ط. أوربا 1/3066. و راجع الكنز 3/161 ح 2471 فإنّه يروي تفصيل بيعة عليّ و مجيء طلحة و الزبير إليه و امتناعه عن البيعة.... و كذلك حكاه ابن أعثم بالتفصيل في ص 160-161 من تأريخه.