كم من الفرق بين موقف أبي حفص هذا و موقفه من كتابة وصيّة الرسول (ص) !؟
الشّورى و بيعة عثمان
قال ابن عبد ربّه في العقد الفريد:
لمّا طعن الخليفة عمر قيل له: لو استخلفت. فقال:
لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيّا لاستخلفته، فإن سألني ربّي قلت:
نبيّك يقول: إنّه أمين هذه الأمّة. و لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيّا لأستخلفنّه، فإن سألني ربّي قلت: سمعت نبيّك يقول: إنّ سالم ليحبّ اللّه حبّا لو لم يخف اللّه ما عصاه
116
.
و إنّهم قالوا له: يا أمير المؤمنين، لو عهدت. فقال: لقد كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أن أوّلي رجلا أمركم أرجو أن يحملكم على الحقّ -و أشار إلى عليّ-ثمّ رأيت أن لا أتحمّلها حيّا و ميّتا... الخ.
و روى البلاذري في أنساب الأشراف
117
قال عمر: ادعوا لي عليّا و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقّاص. فلم يكلّم أحدا منهم غير عليّ و عثمان، فقال: يا عليّ، لعلّ هؤلاء سيعرفون لك قرابتك من النّبيّ (ص) و صهرك و ما أنالك اللّه من الفقه و العلم، فإن و ليت هذا الأمر فاتّق اللّه فيه. ثمّ دعا عثمان و قال: يا عثمان، لعلّ هؤلاء القوم يعرفون لك صهرك من رسول اللّه و سنّك، فإن وليت هذا الأمر فاتّق اللّه