فلمّا بويع أبو بكر أقبلت الجماعة الّتي بايعته تزفّه زفّا إلى مسجد رسول اللّه (ص) فصعد على المنبر-منبر رسول اللّه (ص) -فبايعه الناس حتّى أمسى، و شغلوا عن دفن رسول اللّه حتى كانت ليلة الثلاثاء [37] .
البيعة العامّة
و لما بويع أبو بكر في السّقيفة و كان في الغد، جلس أبو بكر على المنبر، فقام عمر فتكلّم قبل أبي بكر فحمد اللّه و أثنى عليه... ، و ذكر أنّ قوله بالأمس لم يكن من كتاب اللّه و لا عهدا من رسوله و لكنّه كان يرى أن الرسول سيدبّر أمرهم و يكون آخرهم. ثمّ قال:
و إنّ اللّه قد أبقى فيكم كتابه الّذي به هدى رسوله. فإن اعتصمتم به هداكم اللّه لما كان هداه له. و إنّ اللّه قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول اللّه (ص) ثاني اثنين إذ هما في الغار؛ فقوموا فبايعوه.
فبايع الناس أبا بكر بيعته العامّة بعد بيعة السّقيفة.
و في البخاري: (و كان طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، و كانت بيعة أبي بكر العامّة على المنبر) . قال أنس بن مالك:
(سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ: اصعد المنبر. فلم يزل به حتّى صعد المنبر فبايعه الناس عامّة) .
ثم تكلّم أبو بكر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال:
(أمّا بعد، أيّها النّاس، فإنّي قد ولّت عليكم، و لست بخيركم، فإن
[36] الطبري 2/458، و ط. أوربا، 1/1843. و في رواية ابن الأثير 2/224: (و جاءت أسلم فبايعت) . و قال الزبير بن بكار في الموفّقيات برواية النهج 6/287. «فقوي بهم أبو بكر» و لم يعيّنا متى جاءت أسلم، و يقوى الظنّ أن يكون ذلك يوم الثلاثاء. و قال المفيد في كتابه «الجمل» :
إنّ القبيلة كانت قد جاءت لتمتار من المدينة، (الجمل ص 43) .
[37] الموفّقيات ص 578. و الرياض النضرة 1/164. و تاريخ الخميس 1/188.