ترى مدرسة الخلفاء أنّ الصّحابة كلّهم عدول، و ترجع إلى جميعهم في أخذ معالم دينها.
قال إمام أهل الجرح و التعديل الحافظ أبو حاتم الرازي [1] في تقدمة كتابه:
(فأما أصحاب رسول اللّه (ص) فهم الّذين شهدوا الوحي و التّنزيل، و عرفوا التّفسير و التّأويل، و هم الّذين اختارهم اللّه عزّ و جلّ لصحبة نبيّه (ص) و نصرته و إقامة دينه و إظهار حقّه، فرضيهم له صحابة، و جعلهم لنا أعلاما و قدوة، فحفظوا عنه (ص) ما بلّغهم عن اللّه عزّ و جلّ، و ما سنّ و شرع و حكم و قضى و ندب و أمر و نهى و حظر و أدّب، و وعوه و أتقنوه، ففقهوا في الدّين، و علموا أمر اللّه و نهيه و مراده، بمعاينة رسول اللّه (ص) و مشاهدتهم منه تفسير الكتاب و تأويله، و تلقّفهم منه و استنباطهم عنه؛ فشرّفهم اللّه عزّ و جلّ بما منّ عليهم و أكرمهم به من وضعه إيّاهم موضع
[1] هو أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي المتوفى سنة 327 هـ، و كتابه هذا (تقدمة المعرفة لكتاب الجرح و التعديل) ط. حيدرآباد سنة 1371 هـ، نقلنا ما أوردناه من ص 7-9 منه.