هذه بعض رواياته، و في رواية له [1] أنّ النبيّ (ص) قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ أعنه و أعن به، [و ارحمه و ارحم به]، و انصره و انتصر به، اللهم و ال من والاه و عاد من عاداه».
قال الإمام أبو الحسن الواحدي[2] في هذه الولاية التي أثبتها النبيّ (ص) مسؤل عنها يوم القيامة، و روى في قوله تعالى: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ[3] أي عن ولاية علي (عليه السلام) و أهل البيت، لأنّ اللّه أمر نبيّه (ص) بأن يعرّف الخلق أنّه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجرا إلّا المودّة في القربى، و المعنى أنّهم يسألون: هل و الوهم حقّ الموالاة كما أوصاهم النبيّ (ص)؟ أم أضاعوها و أهملوها فتكون عليهم المطالبة و التبعة.
[موقف الشافعي و غيره من حبّ أهل البيت]
و لم يكن أحد من العلماء المجتهدين، و الأئمّة المهديين المرشدين كأبي حنيفة و مالك و الشافعي و أحمد و غيرهم من علماء السلف رحمهم اللّه إلّا و له في ولاية أهل البيت الحظّ الوافر، و الفخر الزاهر، متمسكا بولايتهم، متنسكا بودادهم و رعايتهم، مقتفيا لآثارهم، مهتديا بأنوارهم.
حتّى أنّ الإمام الشافعي المطلبي (رض) لمّا صرح بأنّه من شيعة أهل البيت قيل
[1]- فرائد السمطين: 1/ 67- 68 عن عمر و ذي مر عن عليّ و عن ابن عبّاس و أبي ذر، تاريخ دمشق 42/ 54 ح 151 ببعضه عن أبي ذر.
[2]- نظم درر السمطين ص 109 و ليس فيه لفظ «في» و هكذا في المصدر أعني الفرائد 1/ 78 لكن النقل هنا يغاير شيئا ما عن الفرائد.
[3]- 24/ الصافّات/ 37، و لا حظ الحديث: (785- 790) من شواهد التنزيل للحسكاني و ما بهامشه من تخريج.