و لو لم يكن إلا قضية خيبر * * * كفت شرفا في مأثرات سجاياه
و اعلم أن جملة هذه الآيات المتلوة و وجوه هذه الأبيات المجلوة قد اشتملت على عدة من مناقبه ((عليه السلام)).
فمنها ما تقدم بيانه و هي آية المباهلة فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ إلى آخرها و آية الأحزاب إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و آية حم عسق قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و آية التحريم فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ بأبلغ بيان و أتم تفسير و كذلك تقدم ذكر قصة خيبر و قضية يوم الغدير، و كذلك ما سواهما من قضايا الشرف و من آيات التطهير، و لم يبق منها شيء خصه القلم بالارجاء و التأخير سوى آية المائدة و آية هل أتى و آية النجوى فسيأتي في فصولها المرصدة لها إن شاء اللّه (تعالى) بأوضح ذكر و أكمل تقرير، فهذا ما حبره القلم و سطره في هذا الفصل بتقدير العليم الخبير.
الفصل السادس: في علمه و فضله:
هذا فصل في أرجائه مجال المقال واسع و لسان البيان صادع و ثاقب المناقب لامع و فجر المآثر طالع، و صراخ الامتداح جامع و فضاء الفضائل شاسع، فهو لمن تمسك بهداه نافع و لمن تمسك بعراه رافع، فيا له من فصل فضل كئوس ينبوعه لذة للشاربين و دروس مضمونه مفرحة للكرام الكاتبين، و عروس مستودعه من مستحسنات حسنات المقربين يعظم عند التحقيق قدر رفعه و يعم أهل التوفيق شمول نفعه، و يتم أجر مؤلفه بجمعه و هو لمن وقف عليه قيد بصره و سمعه، لم أورد فيه ما يصل إليه وارد الاضطراب و لا اودعته ما يدخل عليه زائد الارتياب، و لا ضمنته غثا تمجه أصداف الاسماع و لا غثاء تقذفه أصناف الألباب بل مرتب له اخلاف رواية الخلف عن السلف حتى اكشف بزبد الأوطاب و نظمت فيه جواهر درر صرحت ألسن السنن و نطقت بها آيات الكتاب