responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول نویسنده : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    جلد : 1  صفحه : 88

المماثلة و المساواة، فآخى بين أبي بكر و عمر، و آخى بين عثمان و عبد الرحمن بن عوف، و آخى بين طلحة بن عبيد اللّه و الزبير بن العوام، و آخى بين أبي ذر الغفاري و المقداد بن عمرو، و آخى بين معاوية بن أبي سفيان و الحباب بن يزيد المجاشعي، فصارت المؤاخاة المذكورة سببا لاشتمال كل واحد على مناصرة صاحبه و معاضدته منزلا لها منزلة أخوّة النسب حتى أن معاوية بن أبي سفيان في أيام ولايته بالشام لما مات الحباب عنده حاز ميراثه بهذه الأخوة، فقال الفرزدق الشاعر في ذلك يخاطب معاوية:

أبوك و عمي يا معاوي أورثا * * * تراثا فيحتاز التراث أقاربه‌

فما بال ميراث الحباب أكلته‌ * * * و ميراث حرب جامد لك ذائبه‌

إيقاظ و تنبيه:

أنظر أيدك اللّه بنور منه إلى التناسب في الميراث، و التقارب في التصاحب بين كل اثنين من المتآخيين المذكورين. فإنه لو لم يكن تقارب التعادل في مراتب المنازل حاصلا لمن تآخيا لما انتظم المقصد المطلوب من المؤاخاة في سلك الكمال، و لأحجم بعض النفوس البشرية عن إيفاء ثمرة الإخاء عند التباعد في درجة الاعتدال، ثم أمعن نظرك الصائب و فكرك الثاقب يرشدك إلى سنن الاهتداء لهذه الحال، و يرفدك بحكمة اختصاص النبي ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) عليا باخوّته مع كونه من الآل و في ذلك ما يؤذن بعلو قدر علي و شرف محلّه في الحال و المآل، و لهذا كان يفتخر بها و يقول في كثير من الأوقات: أنا عبد اللّه و أخو رسول اللّه لا يقولها أحد بعدي إلا كذاب.

و ثاني ذلك قوله: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى». اعلم بصرك اللّه بخفايا الأسرار و غوامض الحكم أن رسول اللّه ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) لما وصف عليا ((عليه السلام)) بكونه منه بمنزلة هارون من موسى (صلّى اللّه عليهما)، فلا بد في كشف سره من بيان المنزلة التي‌

نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول نویسنده : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست