و سيأتي تمام ذلك مستقصى إن شاء اللّه (تعالى) فيما بعد.
فهذا تمام الكلام في القسم الأول المختص بالألفاظ المذكورة.
القسم الثاني في ذكر المعاني التي ذكر اختصاصهم بها و هي الإمامة الثابتة لكل واحد منهم و كون عددهم منحصرا في اثني عشر إماما، و أما ثبوت الإمامة لكل واحد منهم فإنه حصل ذلك لكل واحد بمن قبله فحصلت للحسن التقي ((عليه السلام)) من أبيه علي بن أبي طالب ((عليه السلام)) و حصلت بعده لأخيه الحسين الزكي منه، و حصلت بعد الحسين لابنه علي زين العابدين ((عليه السلام)) منه، و حصلت بعد زين العابدين لولده محمد الباقر ((عليه السلام)) منه، و حصلت بعد الباقر لولده جعفر الصادق ((عليه السلام)) منه، و حصلت بعد الصادق لولده موسى الكاظم ((عليه السلام)) منه، و حصلت بعد الكاظم لولده علي الرضا ((عليه السلام)) منه، و حصلت بعد الرضا لولده محمد القانع منه، و حصلت بعد القانع لولده عليّ المتوكل منه، و حصلت بعد المتوكل لولده الحسن الخالص منه، و حصلت بعد الخالص لولده محمد الحجة المهدي منه.
و أما ثبوتها لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب فمستقصى على كل الوجوه في كتب الأصول و لا حاجة إلى بسط القول فيه في هذا الكتاب.
و أما كون عدد الأئمة منحصرا في هذا العدد المخصوص و هو اثنا عشر فقد قال العلماء فيه فمنهم من طول فأكثر فأفرط إفراط المليم و منهم من قلل فقصر ففرط فزل عن السنن المستقيم، و كل واحد من ذوي الإفراط و التفريط قد اعتلق بطرف ذميم و الهداية إلى سلوك الطريقة الوسطى جنة و لا يلقّاها إلا ذو حظ عظيم، و ها أنا أذكر في ذلك ما أعتقد [من] أحسن نتائج الفطن و أعده من محاسن الأفكار الجارية لاستخراج جواهر الخواطر في سنن السنن و الأقدار و إن كانت فاطمة من الفطن عن إدراك الحكم في السر و العلن، فإنها والدة لقرائح