الباب السادس في أبي عبد اللّه (جعفر بن محمد الصادق(عليهما السلام))
و هو من عظماء أهل البيت و ساداتهم ((عليهم السلام)) ذو علوم جمّة، و عبادة موفرة و أوراد متواصلة و زهادة بينة و تلاوة كثيرة، يتبع معاني القرآن الكريم و يستخرج من بحره جواهره و يستنتج عجائبه و يقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليه نفسه، رؤيته تذكر الآخرة و استماع كلامه يزهّد في الدنيا و الاقتداء بهديه يورث الجنة، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوة و طهارة أفعاله تصدع بأنه من ذرية الرسالة.
نقل عنه الحديث و استفاد منه العلم جماعة من الائمة و أعلامهم مثل يحيى بن سعيد الانصاري و ابن جريج و مالك بن أنس و الثوري و ابن عيينة و شعبة و أيوب السختياني و غيرهم ((رضي الله عنهم)) و عدوا أخذهم عنه منقبة شرفوا بها و فضيلة اكتسبوها.
و أما ولادته فبالمدينة سنة ثمانين من الهجرة، و قيل سنة ثلاث و ثمانين، و الأول أصح.
و أما نسبه أبا و أما فأبوه أبو جعفر محمد الباقر و قد تقدم بسط نسبه، و أمه ام فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ((رضي الله عنه)).