الباب الرابع في علي بن الحسين (زين العابدين «(عليه السلام)»)
هذا زين العابدين قدوة الزاهدين و سيد المتقين و إمام المؤمنين سمته تشهد له أنه من سلالة رسول اللّه ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) و سمته يثبت مقام قربه من اللّه زلفى، و نفثاته تسجل بكثرة صلاته و تهجده و إعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده فيها، درت له أخلاف التقوى فتفوقها و أشرقت لديه أنوار التأييد فاهتدى بها، و ألفته أنوار العبادة فأنس بصحبتها و خالفته وظائف الطاعة فتحلى بحليتها. طالما اتخذ الليل مطية ركبها لقطع طريق الآخرة و ظمأ الهواجر دليلا استرشد به في مفازة المسافرة، و له الخوارق و الكرامات ما شوهد بالاعين الباصرة و ثبت بالآثار المتواترة و شهد له أنه [من] ملوك الآخرة.
فأما ولادته فبالمدينة في الخميس الخامس من شعبان سنة ثمان و ثلاثين من الهجرة في أيام جده علي بن أبي طالب ((عليه السلام)) قبل وفاته بسنتين.
و أما نسبه أبا و أما فوالده الحسين بن علي ((عليهما السلام)) و قد تقدم بسط ذلك.
و أما أمه فأم ولد اسمها غزالة، و قيل بل كان اسمها شهزنان بنت يزد جرد و قيل غير ذلك.