من جهة النبي ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) قولا و فعلا، و هو فصل مستحلى الموارد و المصادر مستعلى المحامد و المآثر، مسفر عن جمل من المناقب السوافر مشعر أن الحسن و الحسين ((عليهما السلام)) أحرزا أعلى المعالي و أفخر المفاخر، فإن رسول اللّه ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) خصهما من مزايا العلى بأتم معنى، و منحهما من سجايا الثناء كل مثنى، فأفرد و ثنى و مدح و أثنى و أنزلهما ذروة السنا الأسنى.
فأما ما يختص الحسن ((عليه السلام)) فتقدم في فصله، و أما تمام المشترك و ما يخص الحسين فهذا أوان إحراز حصله.
فمنه حديث حذيفة بن اليمان ((رضي الله عنه)) أخرجه الترمذي في صحيحه يرويه عنه بسنده، و قد تقدم طرف منه في فضائل فاطمة ((عليها السلام))، أن حذيفة قال لأمه: دعيني آتي رسول اللّه ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) فأصلي معه و اسأله أن يستغفر لي و لك. فأتيته فصليت معه المغرب ثم قام فصلّى حتى صلّى العشاء ثم انفتل فاتبعته، فسمع صوتي فقال: «من هذا حذيفة؟» قلت: نعم قال: «ما حاجتك غفر اللّه لك و لأمك؟ إن هذا ملك لم ينزل إلى الأرض قط قبل هذه الليلة، استأذن ربه أن يسلّم علي و يبشّرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، و أن الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة».
و منه ما أخرجه الترمذي أيضا أن النبي ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) أبصر حسنا و حسينا فقال: «اللّهم إني أحبهما فأحبهما».
و منه ما رواه ابن الجوزي بسنده في صفوة الصفوة أن رسول اللّه ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) قال: «هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبني» يعني الحسن و الحسين.