responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول نویسنده : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    جلد : 1  صفحه : 214

حذره و نسي خبره و رجع عنه وليه و نديمه و نسيبه و حميمه و تبدل به قريبه و حبيبه، فهو حشو قبر و رهين حشر يدب في جسمه دود قبره و يسيل صديده من منخره و تسحق تربته لحمه و ينشف دمه و يرم عظمه حتى يوم حشره، فينشره من قبره و ينفخ في صور و يدعى لمحشر و نشور فثم بعثرت قبور و حصلت سريرة صدور و جي‌ء بكل نبي و صديق و شهيد و نطيق، و قعد لفصل حكمه قدير بعبده خبير نصير فكم زفرة تغنيه و حسرة تضنيه في موقف مهيل و مشهد جليل، بين يدي ملك عظيم بكل صغيرة و كبيرة عليم فحينئذ يلجمه عرقه و يحفزه قلقه، فعبرته غير مرحومة و صرخته غير مسموعة و برزت صحيفته و تبينت جريرته فنظر في سوء عمله و شهدت عينه بنظره و يده ببطشه و رجله بخطوه و جلده بلمسه و فرجه بمسه، و تهدده منكر و نكير و كشف له حيث يصير فسلسل جيده و غلت يده و سيق يسحب وحده، فورد جهنم بكرب شديد و ظل يعذب في جحيم و يسقى شربة من حميم تشوي وجهه و تسلخ جلده، يستغيث فيعرض عنه خزنة جهنم و يستصرخ خفية بندم نعوذ برب قدير من شر كل مصير و نسأل عفو من رضي عنه و مغفرة من قبل منه، و هو ولي مسألتي و منجح طلبتي فمن زحزح عن تعذيب ربه جعل في جنته بقربه و خلد في قصور و نعمة و ملك بحور عين و تقلب في نعيم و سقي من تسنيم مختوم بمسك و عبير يشرب من خمر معذوذب شربة ليس تنزف لبه. هذه منزلة من خشي ربه و حذر نفسه و تلك عقوبة من عصى منشئه و سولت له نفسه معصيته، لهو قول فصل خير قصص قص و وعظ به و نص تنزيل من حكيم حميد.

فهذه خطبة اسجلها من علم بيانه المؤتلف و ارتجلها لوقته عرية عن الألف، و جعلها عنوان علمه المتنوع و فضله المختلف تشهد أن العناية الربانية مرت له اخلاف العلوم و الآداب و استخرجت بمخضها له منه زبد الأوطاب، و أنزلت على قلبه و لسانه معرفة الحكمة و فصل الخطاب.

نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول نویسنده : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست