responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول نویسنده : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    جلد : 1  صفحه : 136

ثم دفع إلى قنبر درهما و قال: اشتر به من أجود عسل تقدر عليه.

قال الراوي: فكأني أنظر إلى يدي علي ((عليه السلام)) على فم الزق و قنبر يقلب العسل فيه، ثم شده بيده و جعل يبكي و يقول: اللهم اغفرها للحسن فإنه لا يعلم.

فهذه الوقائع و القضايا المفصلة التي أسفر له ((عليه السلام)) فجر نهارها، و أبدر لديه قمر شعارها و ظهر عليه سر آثارها و انتشر عنه خبر أسرارها، شاهدة له ((عليه السلام)) أنه في العبادة ابن جلاها و فارع ذروة علاها، و ضارب في أعشارها بمعلاها و راكب من مطيتها غارب مطاها، قد صدعت بمنطوقها و مفهومها بأنه ((عليه السلام)) قد حوى مقامات العابدين حتى حل مقام الإمامة، و اتصف بسمات الزاهدين فبيده زمام الزعامة، فتحلّى بالإنابة و العبادة و المحبة و الزهد و الورع و المعرفة و التوكل و الخوف و الرجاء و الصبر و الشكر و الرضا و الخشية، فهو ذو إخبات و تفكر و نسك و تدبر و تهجد و تذكر و تأوه و تحسر، و أذكار و أوراد و إصدار و إيراد فكابد من أنواع العبادات و وظائف الطاعات ما لا يكاد الأقوياء ينهضون بحمل أعبائه، إلى أن نزل القرآن العظيم بمدحه و أسفر بالثناء عليه من التنزيل وجه صبحه حتى نقل الواحدي (رض) في تفسيره يرفعه بسنده إلى ابن عباس (رض) أنه قال: إن علي بن أبي طالب ((عليه السلام)) [كان‌] يملك أربعة دراهم، فتصدق بدرهم ليلا و بدرهم نهارا و بدرهم سرا و بدرهم علانية فنزل فيه قوله تعالى: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ‌ و من تأمل ما قصصناه من الوقائع و القضايا و تدبر ألفاظها و معانيها وجدها صادعة بالشهادة له ((عليه السلام)) بهذه المقامات، جامعة فيه ما فصله القلم من الصفات، و كفاه شرفا إنزال اللّه تعالى مدحه في السور و الآيات، و إنها تتلى بألسنة الأمة إلى يوم القيامة في وظائف الصلوات.

نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول نویسنده : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست