المراد من السّماء و اللّه أعلم: إمّا السّحاب، فإنّ كلّ ما علا يطلق عليه السّماء لغة، و لذلك يسمّون سقف البيت سماءا. و إمّا الفلك، بمعنى أنّ ابتداء
قوله: بمعنى أنّ ابتداء الى آخره أقول: إنّ هذا المعنى هو الظاهر ممّا رواه في الفقيه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: السحاب غربال المطر، لولا ذلك لأفسد كلّ شيء وقع عليه [2].
و لكن يظهر من بعض الأخبار أنّ المطر بعضه من الفلك و بعضه من البحر، مثل ما رواه حفص بن البختري عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى إذا أراد أن ينفع بالمطر أمر السحاب فأخذ الماء من تحت العرش، و إذا لم يرد النبات أمر السحاب فأخذ الماء من البحر. قيل انّ ماء البحر مالح، قال: السحاب يعذّبه [3]. كذا في الفقيه.
و أمّا ما ذكره الطبيعيّون، فاعترض عليه بأنّ الظاهر أنّه لا مجال للقول بأنّ جميع الماء المنزل من السماء هو الذي صعد من الأرض بمخالطة الهواء المتصاعد بسبب استيلاء الحرارة، و لا للقول بأنّ الصاعد هو جزء من ألف ألف جزء من النازل، فيكون الصاعد عندهم بعد انقلاب الهواء ماءا، فيكون حدوث معظمه في السماء.
و أمّا ما ذكره الشيخ أخيرا، فهو توجيه لما زعموه، فإنّهم قالوا: إنّ السبب الأكثري