نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي جلد : 1 صفحه : 341
بصحيحة محمّد بن مسلم الآتية، و مال المحقّق طاب ثراه في المعبر[1]الى التخيير بين استيعاب الوجه و اليدين، كما قاله ابن بابويه، و بين الاكتفاء ببعض كلّ منهما كما قاله الأكثر، لورود الرّوايات المعتبرة عن أصحاب العصمة (سلام اللّه عليهم) بكلّ من الأمرين.
و ذهب العلّامة (قدّس اللّه روحه) في المنتهى[2]الى استحباب الاستيعاب.
و أمّا العامّة، فمختلفون أيضا، فالشّافعي يقول بمقالة علي بن بابويه، و ابن حنبل باستيعاب الوجه فقط و الاكتفاء بظاهر الكفّين، و لأبي حنيفة قولان: أحدهما الاستيعاب كالشّافعي، و الآخر الاكتفاء بأكثر أجزاء الوجه و اليدين، و ذهب الزّهري من العامّة إلى وجوب مسح اليدين إلى الإبطين، لأنّهما حدّا في الوضوء بالمرفقين، و لم يحدّا في التيمّم بشيء يوجب استيعاب ما يصدق عليه اليد، و هذا القول ممّا انعقد إجماع الأمّة على خلافه، و اللّه أعلم.
درس [أبحاث حول تفسير الآية الشريفة]
اختلف المفسّرون في معنى لفظة «من» في قوله سبحانه «فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَ أَيْدِيكُمْ مِنْهُ»و الذي وصل إلينا من أقوالهم في ذلك ثلاثة.
الأوّل: أنّها لابتداء الغاية، و الضمير عائد إلى الصّعيد.
الثاني: أنّها للسّببيّة، و الضمير عائد إلى الحدث المدلول عليه بقوله
قوله: عائد إلى الصعيد فالمعنى أنّ المسح يبتدئ من الصعيد، أو من الضرب عليه، كأنّه أمر أن يكون مسح الوجه موصولا بتيمّم الصعيد من غير تخلّل.