نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي جلد : 1 صفحه : 329
درس [أبحاث حول الآيتين الشريفتين]
قدّم سبحانه في الآيتين حكم الواجدين للماء القادرين على استعماله، ثمّ أتبع ذلك بأصحاب العذر، فقال جلّ شأنه «وَ إِنْ كُنْتُمْ مَرْضىٰ»و المراد به و اللّه أعلم المرض الذي يضرّ معه استعمال الماء و الذي يوجب العجز عن السّعي اليه، أو عن استعماله، فظاهر الآية الكريمة يشمل كلّما يصدق عليه اسم المرض، لكنّ علماءنا (قدّس اللّه أرواحهم) مختلفون في اليسير، و مثّلوه بالصّداع و وجع الضّرس، و لعلّه للشّك في تسمية مثل ذلك مرضا عرفا، فذهب المحقّق
قوله: المرض الذي يضرّ الى آخره ..
[1] الأفعال بها لذاتها غير سليمة، فيدخل فيه جميع الأمراض البدنيّة حتّى الصداع و وجع الضرس و نحوهما. و الآية بظاهرها تفيد جواز التيمّم للمرض مطلقا، و لكن الأصحاب قيّدوه بمرض يضرّ معه الغسل أو الوضوء ضررا يعدّ في العرف، و لعلّ القيد للإجماع و الخبر.
و الشين عبارة عن تشقّق اليد أو الرجل و تفرّق اتّصال أجزائهما بشدّة البرد أو اليبس و نحوهما.
و كون الصداع و وجع الضرس أشدّ منه محلّ كلام، إذ الغسل و الوضوء و استعمال الماء لا يضرّ بهما، بخلاف الشين فإنّ استعماله يضرّ به غالبا و يورث الألم و التشنّج و إن كان حارّا.
هذا و تقدير الآية هكذا: يا أيّها الذين آمنوا إن كنتم مرضى مرضا لا تقدرون على استعمال الماء، أو مسافرين كذلك، محتاجين الى التطهير مطلقا، محدثين بحدث أصغر أو أكبر فتيمّموا.
[1] بياض في الأصل.
نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي جلد : 1 صفحه : 329