نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي جلد : 1 صفحه : 208
بالصّلاة سكارى، بأن لا يشربوا في وقت يؤدي الى تلبّسهم بالصّلاة حال سكرهم، و ليس الخطاب متوجّها إليهم حال سكرهم، إذ السّكران غير متأهّل لهذا الخطاب.
و «حتّى» في قوله سبحانه «حَتّٰى تَعْلَمُوا مٰا تَقُولُونَ»يحتمل أن يكون تعليليّة، كما في أسلمت حتّى أدخل الجنّة، و أن يكون بمعنى «الى أن» كما في أسير حتّى تغيب الشمس. و أمّا الّتي في قوله جلّ شأنه «حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا»فبمعنى الى أن لا غير.
و قد دلّت الآية الكريمة على بطلان صلاة السّكران، لاقتضاء النهي في العبادة الفساد.
و يمكن أن يستنبط منها منع السّكران من دخول المسجد، و لعلّ في قوله جلّ شأنه «حَتّٰى تَعْلَمُوا مٰا تَقُولُونَ»نوع إشعار بأنّه ينبغي للمصلّي أن يعلم ما يقوله في الصّلاة، و يلاحظ معاني ما يقرأه، و يأتي به من الأدعية و الأذكار، و لا ريب في استحباب ذلك، فقد روى رئيس المحدّثين (قدّس اللّه روحه) عن الصّادق (عليه السلام) أنّه قال: من صلّى ركعتين يعلم ما يقول فيهما، انصرف و ليس بينه و بين اللّه عزّ و جلّ ذنب إلّا غفر اللّه له[1].
[المراد من الجنب و أحكامه]
و الجنب يستوي فيه المفرد و الجمع و المذكّر و المؤنّث، و هو لغة بمعنى البعيد و شرعا البعيد عن أحكام الطّاهرين، لغيبوبة الحشفة في الفرج، أو لخروج المني يقظة أو نوما، و نصبه على العطف على الجملة الحاليّة، و الاستثناء من عامّة أحوال المخاطبين.
و المعنى على التفسير الأوّل الذي عليه أصحابنا لا تدخلوا المساجد و أنتم على جنابة في حال من الأحوال إلّا حال اجتيازكم فيها من باب الى باب.