نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي جلد : 1 صفحه : 207
و أعاظم بلغائهم، و لا مشاحّة في الاصطلاح.
ثم لا يخفى أنّ ما ذكره هذا الفاضل لا يخالف رواية زرارة و محمّد بن مسلم التي أشرنا إليها، فإنّها هكذا: قلنا له (عليه السلام): الجنب و الحائض يدخلان المسجد أم لا؟ قال: لا يدخلان المسجد إلّا مجتازين، إنّ اللّه تبارك و تعالى يقول «وَ لٰا جُنُباً إِلّٰا عٰابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا»[1].
هذا لفظ الرّواية و هو (عليه السلام) سكت عن تفسير الصّلاة بمواضعها، فاحتمال ارادة معناها الحقيقي قائم، و اللّه أعلم.
درس [المراد من السكرى في الآية الشريفة]
اختلف المفسّرون في المراد بالسكر في الآية الكريمة، فقال بعضهم: المراد سكر النّعاس، فإنّ النّاعس لا يعلم ما يقول، و قد سمع من العرب سكر السّنة أيضا، و الظّاهر أنّه مجاز علاقته التّشبيه، فإطلاق السّكران على النّاعس استعارة.
و قال الأكثرون: انّ المراد سكر الخمر، كما نقل أنّ عبد الرّحمن بن عوف صنع طعاما و شرابا لجماعة من الصّحابة قبل نزول تحريم الخمر، فأكلوا و شربوا، فلمّا ثملوا[2]دخل وقت المغرب، فقدّموا أحدهم ليصلّي بهم، فقرأ «أ أعبد ما تعبدون و أنتم عابدون ما أعبد» فنزل قوله تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لٰا تَقْرَبُوا الصَّلٰاةَ وَ أَنْتُمْ سُكٰارىٰالآية، و كانوا لا يشربون الخمر في أوقات الصّلاة فإذا صلّوا العشاء شربوا، فلا يصبحون إلّا و قد ذهب عنهم السّكر.
و الواو في قوله جلّ شأنه «وَ أَنْتُمْ سُكٰارىٰ»واو الحال، و جملة المبتدء و الخبر حاليّة من فاعل «تقربوا» و المراد نهيهم عن أن يكونوا في وقت الاشتغال