نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي جلد : 1 صفحه : 168
و قوله سبحانه «إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ»جواب القسم، و معنى كونه كريما أنّه كثير النّفع، لتضمّنه أصول العلوم المهمّة من أحوال المبدأ و المعاد، و اشتماله على ما فيه صلاح معاش العباد، أو لأنّه يوجب عظيم الأجر لتاليه و مستمعه و العامل بأحكامه، أو أنّه جليل القدر بين الكتب السّماويّة، لامتيازه عنها بأنّه معجز باق على ممرّ الدّهور و الأعصار.
درس [حرمة مسّ المحدث القرآن]
قوله تعالى فِي كِتٰابٍ مَكْنُونٍأي: مصون، و هو اللّوح المحفوظ. و قيل:
هو المصحف الذي بأيدينا.
و الضّمير في «لٰا يَمَسُّهُ»يمكن عوده الى القرآن، و الى الكتاب المكنون على كلّ من تفسيريه، و يعتضد بالأول على منع المحدث من مسّ خط المصحف، و بثاني شقّي الثّاني على المنع من مسّ ورقه بل جلده أيضا. و أمّا أوّل شقّيه، فظاهر عدم دلالته على شيء من ذلك، إذ معنى الآية حينئذ و اللّه أعلم لا يطّلع على اللّوح المحفوظ إلّا الملائكة المطهّرون عن الأدناس الجسمانيّة، و إرجاع الضّمير الى القرآن هو الذي عليه أكثر علمائنا (قدّس اللّه أرواحهم)، و يؤيّده أنّ القرآن هو المحدّث عنه في الآية الكريمة، و لأنّ الفصل بين نعته الثّاني[1]و الثالث بنعت الكتاب بمفرد فقط ليس كالفصل به و بجملة طويلة.
و قد استدلّ على تحريم مسّ خطّه للمحدث برواية حريز عمّن أخبره أنّ الصادق (عليه السلام) أمر ابنه إسماعيل يوما بقراءة القرآن، فقال: لست على وضوء، فقال: لا تمسّ الكتاب و مسّ الورق و اقرأه[2].
و رواية أبي بصير، قال: سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عمّن قرأ في
[1] و هو الظرف و الثالث هو تنزيل، و جعله ثالثا على سبيل التنزّل، و إلّا فهو رابع «منه».