responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي    جلد : 1  صفحه : 115

لمّا نزل قوله تعالى «إِنَّ الصَّفٰا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ» قيل: يا رسول اللّه بأيّهما نبدأ؟ فقال (صلّى اللّه عليه و آله): ابدؤوا بما بدأ اللّه به [1]. و هو عامّ، و العبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السّبب.

و لا يخفى ما في هذا الدّليل، فإنّه و إن دلّ على تقديم الوجه على اليدين، و الرّأس على الرّجلين، لكن لا يدلّ على تقديم اليد اليمنى على اليسرى، بل يمكن أن يقال: إنّه إنّما يدلّ على وجوب الابتداء بالوجه و عدم تقديم شيء من الأعضاء عليه، و أمّا التّرتيب بين بقيّة الأعضاء فللبحث في دلالته عليه مجال، لأنّه إنّما دلّ على الابتداء بما بدأ اللّه تعالى به، لا على التّثنية بما ثنّى، و التّثليث بما ثلّث، و فهم السّائلين التّثنية بالمروة لأنّه لا ثالث هناك، بخلاف ما نحن فيه.

اللّهمّ إلّا أن يحمل الابتداء في قوله (عليه السلام) «ابدءوا بما بدأ اللّه» على عموم المجاز، ليشتمل الابتداء الحقيقي و الإضافي معا. و الأولى أن يضاف الى هذا الدليل مقدّمة أخرى، و هي أنّه إذا ثبت وجوب تقديم الوجه، ثبت التّرتيب لعدم القائل بالفصل.

درس [المراد من الكعب في الآية الشريفة و نقل الأقوال فيه]

اختلفت الأمّة في المراد بالكعب في قوله تعالى «إِلَى الْكَعْبَيْنِ» فلأصحابنا رضي اللّه عنهم قولان:

الأوّل: أنّه قبّة القدم أمام السّاق ما بين المفصل و المشط، و عليه أكثر فقهائنا المتأخّرين، و كلام شيخنا المفيد طاب ثراه صريح فيه.

الثّاني: أنّه عظم مائل إلى الاستدارة واقع في مفصل القدم، ناتىء عن ظهره، يدخل نتوؤه في طرف السّاق، و هو مشاهد في عظام الأموات، و قد يعبّر


[1] صحيح مسلم 2: 888، باب حجة النبي (صلّى اللّه عليه و آله).

نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست