responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي    جلد : 1  صفحه : 106

درس [تفسير الآية الشريفة]

إقباله جلّ شأنه بالخطاب بهذا الأمر يتضمّن تنشيط المخاطبين، و الاعتناء بشأن المأمور به، و جبر كلفة التكليف بلذّة المخاطبة.

ثمّ إنّ قلنا باختصاص كلمة «يا» بنداء البعيد- كما هو الأشهر- فالنّداء بها للبعد البعيد بين مقامي عز الرّبوبيّة و ذلّ العبوديّة، أو لتنزيل المخاطبين و لو تغليبا منزلة البعد، للانهماك في لوازم البشريّة، و إن كان سبحانه أقرب إلينا من حبل الوريد، أو لما يتضمّنه هذا النّداء من تفخيم المخاطب به، و الإشارة إلى رفعة شأنه بالإيماء إلى أنّنا بمراحل عن توفية حقّه و حقّ ما شرع لأجله.

و لفظة «ايّ» لمّا كانت وصلة الى نداء أمثال هذه المعارف أعطيت حكم المنادي، و وصفت بالمقصود بالنّداء. و توسّط هاء التّنبيه بينهما تعويض عمّا تستحقّه من المضاف اليه و تأكيد للخطاب.

و قد كثر النّداء ب «يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» في القرآن المجيد، لما فيه من وجوه التأكيد بالإيماء إلى التّفخيم و تكرار الذّكر و الإبهام أوّلا، ثم الإيضاح ثانيا، و الإتيان بحرف التّنبيه و تعليق الحكم على الوصف المشعر بالعلّيّة الباعث على التّرغيب في الامتثال.

و تخصيص الخطاب في هذه المقامات بالمؤمنين لأنّهم هم المتهيّئون للامتثال، و إلّا فالكفّار عندنا مخاطبون بفروع العبادات على أنّ المصرّ على عدم الائتمار بالشيء لا يحسن أمره بما هو من شروطه و مقدّماته.

و القيام إلى الصّلاة يمكن أن يراد به ارادتها و التّوجه إليها، إطلاقا للملزوم على لازمه، و المسبّب على سببه، إذ فعل المختار يلزمه الإرادة و يتسبّب عنها، فهو من قبيل قوله تعالى «فَإِذٰا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّٰهِ» [1].


[1] سورة النحل: 98.

نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست