و عن ابن عباس في تفسير قوله رَبِّ الْعالَمِينَ قال: إن اللّه عز و جل خلق ثلاثمائة عالم و بضعة عشر عالم كل عالم منهم يزيدون على ثلاثمائة و ثلاثة عشر مثل آدم و ما ولد آدم، و ذلك معنى قوله رَبِّ الْعالَمِينَ.
قال: و من ذلك من كتاب الواحدة عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال: إنّ للّه مدينتين، إحداهما بالمشرق و الأخرى بالمغرب، يقال لهما جابلصا و جابلقا طول كل مدينة منهما اثنا عشر ألف فرسخ، في كل فرسخ باب يدخل في كل يوم من كل باب سبعون ألفا و يخرج منها مثل ذلك و لا يعودون إلّا يوم القيامة لا يعلمون أنّ اللّه خلق آدم و لا إبليس و لا شمسا و لا قمرا، هم و اللّه أطوع لنا منكم يأتونا بالفاكهة في غير أوانها موكلين بلعنة فرعون و هامان و قارون [2].
و عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) من كتاب الواحدة قال: إن اللّه سبحانه تفرّد في وحدانيته، ثم تكلّم بكلمة فصارت نورا، ثم خلق من ذلك النور محمدا و عليا و عترته، ثم تكلّم بكلمة فصارت روحا، و أسكنها ذلك النور و أسكنه في أبداننا، فنحن روح اللّه في ذلك و كلمته احتجب بنا عن خلقه فما زلنا في ظلة خضراء مسبّحين نسبّحه و نقدّسه حيث لا شمس و لا قمر، و لا عين تطرف، ثم خلق شيعتنا، و إنّما سمّوا شيعة لأنّهم خلقوا من شعاع نورنا [3].
و من ذلك ما ورد في كتاب التفسير أن اللّه خلق الأرضين السبع و جعل عرش إبليس لعنه اللّه في الرابعة منها و فيها مسكنه و مسكن جنوده بعد أن كان خازن الجنة و كان في يده ملك السماء الرابعة، و إبليس ابن الجان، و الجان هم الذين يصوغون الحلي لأهل الجنّة، و الأرض السابعة على ملك يقال له ارياكيل بين مفصل إبهامه و راحته أربعون عاما، و هو في صورة ثور له أربعون ألف قائمة و سبعمائة ألف قرن مشتبكة إلى العرش، و هو على صخرة من زمردة خضراء، و الصخرة على جناحي حوت، و الحوت في بحر يقال له عقيوس، عمقه عمق السّماوات و الأرض، و البحر على الثرى، و الثرى على الريح و الريح على الهواء، و الهواء على